سيف الدين معيوف يجدد أغاني التراث في 'مرايا الفنون' بالقلعة الكبرى
عاش جمهور القلعة الكبرى ليلة موسيقية استثنائية مع الفنان والعازف سيف الدين معيوف، ضمن الدورة العاشرة لمهرجان "مرايا الفنون" الذي تنظمه جمعية إشراق للثقافة والفنون بالتعاون مع دار الثقافة بالقلعة الكبرى، في عرض حمل عنوان "Targ’in"، حوّل خلاله مسرح الهواء الطلق إلى فضاء نابض بالإبداع والأصالة.
منذ اللحظات الأولى، جذب معيوف الانتباه بأدائه أغنية "وعلى محمد" من الموروث القلعي، بصياغة موسيقية جديدة وعصرية.
وعلى امتداد ساعتين، قدّم سيف الدين معيوف مجموعة من أبرز أعماله مثل "عروسة محلاها"، "شعلت شمع صوابعي نضوّيلك"، "صلوا صلوا"، "مازال عندي في غرامك قول"، "للصحراء اشتقنا بزيارة" و"إما خافي وانسي الطلة"، إلى جانب مقطوعات من التراث التونسي على غرار "ناقوس تكلم"، "لسود مقروني"، "ريت النجمة" و"علاش دلالة".
وقد تميز العرض بلمسة فنية جمعت بين الموروث والإبداع المعاصر، مدعومة بلوحات كوريغرافية منحت السهرة بعداً بصرياً وجمالياً خاصاً.
ولم يغب البُعد الإنساني عن الأمسية، حيث وجّه الفنان تحية للمرأة التونسية عبر أغنية "الدنيا هذه عالمرا مبنية" من كلمات حنان العلوي، التي سبق أن قدّمها خلال احتفال بعيد المرأة بقصر الرباط.
وأبدع معيوف في التنقل بين الغناء والعزف على آلات النفخ مثل الساكسوفون والناي والزكرة، مانحاً الجمهور رحلة موسيقية ثرية امتزجت فيها أنماط المزود والحضرة والمالوف مع إيقاعات القصبة والسطمبالي والزكرة.
يُذكر أنّ برنامج المهرجان سيتواصل بندوة علمية تُعقد يوم السبت 23 أوت تحت عنوان:"التعبير الفني في الفضاء العمومي والسياسات الثقافية: أية علاقة؟"، تديرها الدكتورة ربيعة بلطيفة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين من تونس وفلسطين، من بينهم وزيرة الثقافة السابقة سنية مبارك، والأساتذة أحمد خواجة، منذر مطيبع، فاتح بن عامر، ووالباحثة الفلسطينية في علم الاجتماع ميسر عطياني.